لن تجد فيلسوفًا يقول مثلًا إن ليبنتز كان تقدمًا على ديكارت، أو إن كانط كان تقدمًا على أفلاطون.
على العكس من ذلك، يقرر باشلار وجود نوع من الانفصالات والقطائع في تاريخ العلوم، وتميل المفاهيم الجديدة إلى تكميل القديمة وإغنائها مثلما أشرنا سابقًا بدلًا من أن تكون غايتها هي مناقضتها.
أما من العلماء فسنطلب حق إلهاء العلم قليلًا عن عمله الإيجابي، عن إرادته التي تتجه صوب الموضوعية، حتى يغدو ممكنًا أن يكشف عن الأَثَارَة أو الفَضَالة المتصفة بالذاتية التي قد يحدث أن تظل باقية في أكثر مناهجه تحرّيًا للدقة.
The Philosophy of No, op.
ودرجة الحرارة مثلًا تُرى على جهاز الثرموميتر ولا يُحِسّ بها المرء، ومن دون النظرية لم يكن واحدنا ليعرف إن كان ما يُرى على الجهاز وما يُحَس به يتطابقان مع الظاهرة نفسها.
والحق أن الواحد من هذين المذهبين لا يظفر في مجاله إلا إن وافق الثاني واستجاب له: تحتاج التجريبية إلى أن تُفهَم، كما تحتاج العقلانية إلى أن تُطبَّق.
Essai sur la Connaissance Approchée, op.
وفي سبيل اختصار مفهوم العقبة دونما إسهاب فيه، نقول إنها 1 أي معرفة تصير فوق السؤال والنقد أو لا تقود إلى طرح أي أسئلة أخرى، و 2 أي مفهوم يعيق النشاط التساؤلي الذي يتصف به العلم ويغدو فوق النقد أو التعديل.