كان يعيشون حياةً بعيدة عن الأبَّهة، ولم تكن تختلف عن حياة أي مواطن عادي في عهدهم؛ فلم يكن على سبيل المثال، يتقاضى راتبًا، وكان إبَّان خلافته، يستعين على الإنفاق على نفسه بما يربحه من التجارة، فلما أعلن نفسه خليفةً، إثر مقتل الإمام ، تأثّر بنظم الحكم التي كان يطبقونها في ، فعاش حياة الملوك، واتخذ عرشًا للملك، وأقام الشرطة لحراسته، ودفعه مقتل ثلاثة خلفاء من قبله إلى أن يبني مقصورةً خاصةً في المسجد يُصلي بها منفردًا عن الناس.
وقد ارتاب من هذه الدعوة، ونصح الحسين بالحذر من أهل الكوفة وعدم الاستجابة لهم، غير أن حثّه على الذهاب، وأقنعه بالاستجابة لهم، فاقتنع الحسين بذلك.
وبشكل عام؛ فقد كانت أغلب المبادلات التجارية في العالم القديم تدور بين أراضي الدولتين الأموية والبيزنطية الكبيرتين المتنازعتين، وقد أدَّت القطيعة بينهما نتيجة الحرب إلى شلل كبير في الحركة الاقتصادية، خصوصًا في منطقة حوض المتوسط.
وكان كثير ممن يحوط هؤلاء الخلفاء من العلماء والفقهاء الذين لم يقتصر دورهم على تعليم العلم وتدريسه، بل مارسوا السياسة، وعرفوا طرقها، فقلَّل ذلك من شهرتهم في مجال الفقه والدرس، وإن ظَلَّ بعضهم يحتفظ بمكانته في ذلك الميدان، ومن هؤلاء العلماء بعض الصحابة الذين كانوا قريبين من معاوية t أثناء حكمه، مثل: حبيب بن مسلمة الفهري، والنعمان بن بشير الأنصاري، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، ومسلمة بن مخلد الأنصاري، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وغيرهم رضوان الله عليهم، كما كان من القريبين من معاوية بعض أبناء الصحابة الأعلام مثل: الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير y جميعًا.