وقال بعضهم: هي ذكر الله بالتسبيح، والتقديس، والتهليل، ونحو ذلك.
فَهنيئاً لِمَنْ تَرقَى بِنفسِهِ الأمَّارةُ بالسُّوءِ، إلَى نَفسٍ لَوامَةٍ لِمَا يَفوتَها مِنَ الخيرِ، لِتَتحققُ أخيراً بفضلٍ مِنَ اللهِ وَرَحمةٍ: المَرحلةُ العُلْيَا مِنْ كمالِ الإنسانِ.
قال: وقالت جماعة هي الصلوات الخمس، وبه قال مالك.
وَعَليْهِ، فإنَّ التَقربَ بالمُستحباتِ، مِنَ المُمكنِ أنْ تكونَ مِنْ هذهِ الزَّاويَةُ، أَقوَى مِنَ التَقَرُبِ بِالواجباتِ ، وأنَّ مِنَ المُنَاسبَ أنْ يُلزمَ الإنسانُ نَفسَهُ في بعضِ مَراحلِ حَياتِهِ بِعملٍ إستحبابيٍّ: سَواءٌ كانَ ذِكراً لَفظياً، أو عَملاً عِبادياً، مَعَ مُراعاةِ الرِفقِ والتَدرُجِ في ذَلكَ؛ فإنِّهُ صُورةٌ مِنْ صُورِ التَدريبِ عَلَى الإلتِزامِ بِقراراتِ النَّفسِ، فإنَّ طَبيعةَ النَّفسِ الإنسانيَّةِ تَتهربُ مِنَ الإلتزامِ بِمَا يُخالفُ المَزاجَ والشهوةَ.